ما يحدث لك هو أمرٌ طبيعي يحدث لك ولغيرك عند تعلم أي لغة أو أمرٍ جديد.
فمثلاً عندما يتعلم المرء قيادة السيارة، يتعلم عملية القيادة نظرياً ثم
يطبق هذه النظرية عملياً.
ولكن أثناء انتقاله من النظرية إلى التطبيق وبالذات في بدايات تطبيقه، تجده
بطيئاً جداً عندما ينتقل من دواسة البنزين إلى دواسة الفرامل وعندما يغير
ناقل السرعة وعندما ينعطف بمقود السيارة لليمين أو اليسار وعندما ينظر إلى
المرآتين الجانبيتين والمرآة الأمامية. وتجده منتبهاً ومرتبكاً في الوقت
ذاته.
لكن بعد عدة أشهر تجده يقود السيارة وهو يتحدث بالجوال ويقرأ بعض الأوراق
ويشرب ويأكل وغير ذلك. وإذا توقف عن قيادته للسيارة لعدة أسابيع، سيشعر
وكأنه يتعلم من جديد. لكن مخزون الذاكرة سيسعفه بالخبرة التي اكتسبها
سابقاً.
وتنطبق الفكرة على تعلم اللغة. فمع الوقت ومواصلة التدريب، ستصبح اللغة
تلقائية لديك. وإذا تركت ممارستها، فستشعر وكأنك تبدأ من جديد.
هذا ما يحدث خارج الجسم، أما داخل الجسم فمن يتعلم اللغة فإنه يستقبل
إشاراتٍ إلى مخه عبر عينيه وأذنيه. وبعد أن يترجم المخ هذا الإشارات، يرسل
إشاراتٍ إلى عينيه وأذنيه وأنفه وفمه وأوتاره الصوتية ويديه حتى يرى ويسمع
الكلمات التالية ويتنفس الهواء ليمر عبر أوتاره ولسانه وشفتيه ليشكل
الأصوات إلى كلمات.
وعمليات الإرسال والاستقبال هذه تتم ببطء شديد وتحدث فيها كثيراً من
الأخطاء في البداية مثل قيادتك للسيارة لأول مرة. ولكن مع التكرار، ستصبح
سريعة وتلقائية. وبعد الانتهاء
من ذلك يُخزن كل
ذلك في ذاكرة المخ لحين الاستفادة منها من جديد ليبني عليها معلومات جديدة.
وكلما زاد غيابه عن ممارسة اللغة، كلما قل مخزونه الذي اكتسبه فيما سبق.
فلابد أن يكون المرء متابعاً وممارساً للغة من خلال وسائل الإعلام المختلفة
من قنوات فضائية وإنترنت وغير ذلك حتى يفهم ما يسمع ويقرأ.
فالسر هنا هو الممارسة ثم
الممارسة ثم الممارسة.
|